تربية الأطفال كيف نربي أولادنا المستقبلين ؟السؤال الأول الذي يدور في أذهان كل من هو مقدم على الزواج وهنا تبدأ الأفكار والآراء بالظهور بين تربية تقليدية وهي ما ربانا عليه أباءنا ومن قبلهم الأجداد وبين تربية حديثة تعتمد على آراء المفكرين والباحثين في علم التربية والنفس والسلوك .
وهنا يجب علينا أن نوضح أنه مع اختلاف أساليب التربية يجب أن ندرك أن هناك عوامل تؤثر في التربية مهما اختلفت التقنية المتبعة فيها .
عوامل تربية الأطفال
أما العوامل الداخلية فهي المتعلقة بالأسرة والمنزل ومعتقداتهم وأفكارهم
- الأسرة :وهنا نقصد بالأسرة الصغيرة من أب وأم وأخوة والأسرة الأوسع والأكبر التي تضم الجد والجدة والمقربين جدا
أما الأب والأم فهما العامل الأول وذو النصيب الأكبر في تكوين الطفل والعامل الأساسي في تنميته نفسيا و صحيا وجسديا وسلوكيا .
فكلما كانت هذه العلاقة صحية ونقصد هنا بكلمة صحية أي تعتمد على التفاهم والتناغم والانسجام والتوافق .
كلما انعكست ايجابيا على الطفل فعندما يحترم كل منهما الآخر يظهر ذلك جليا في احترام الطفل لوالديه.
كما أن طريقة الكلام والتصرف والتعامل مع الآخرين تنعكس عليه أيضا ولا يجب أن نستثني أي تصرف مهما كان بسيط او صغير لدينا.
نلاحظ في كثير من الأوقات أن الأب الذي يساعد الأم في المنزل ويتعاون معها في شؤون المنزل ينقل الفكرة لأولاده الذكور و الإناث حتى دون أن يوجههم بشكل مباشر .
كما أن الأم القارئة تلهم أولادها أهمية القراءة ونجد أطفالها يمسكون بالكتب في عمر صغير ومبكر .
وطريقة تعامل الأباء مع أبنائهم تنعكس سلوكيا على تصرفاتهم مع بعض فعندما يعتمد الأهل مبدأ العدل والمساواة بين الأبناء تنتشر المحبة بينهم ويسود جو من الألفة بعيدا عن الغيرة والعنف .
أما العائلة الأوسع فيظهر دورها واضحا عند تدخلهم بشكل مباشر أو غير مباشر بأسلوب التربية .
فنلاحظ في بعض الحالات ظاهرة الحفيد المدلل مما يبعث الغيرة في نفوس باقي الأولاد والذي قد يتطور لاحقا لمشاعر كره غير معلنة .
- المنزل أو المسكن :وجود منزل مستقر وبشروط صحية يساهم بشكل كبير في تكوين طفل سليم صحيا ويشعر بالأمان والراحة فالاستقرار ضروري جدا للطفل .
- الدين :كثيرا منا لا يدرك أهمية الدين كعامل أساسي في سلوك الطفل وطريقة تعامله مع الآخرين .فعندما نعلم الأطفال أن الدين يدلنا على الأخلاق الحميدة والابتعاد عن الكذب والغش والكره ويدعونا للتسامح وتقبل الآخرين و البر بوالدينا والأقارب يظهر لدينا جيل واعي ذو أخلاق وصفات مميزة .
عوامل تربية الأطفال الخارجية:
- المؤسسات التعليمية:
وهي عامل أساسي وذات دور أساسي في تربية الطفل وسلامته سلوكيا فهي المنزل الثاني له .
يدخل الطفل إليها في سنواته الأولى وبذلك يكون لها انعكاس مباشر عليه .
حيث يؤدي احتكاكه بغيره من الأطفال إلى التلقي منهم والتأثير في أفكاره ومعتقداته وبناء شخصيته وهنا يظهر ضرورة التواصل المستمر بين الأهل والمدرسة والطفل بمختلف المراحل.
ولا يمكن أن ننسى دور المعلمة أو المعلم فهو المثل والقدوة الثاني للطفل بعد والديه .
لذلك على المعلم أن يدرك مسؤوليته التربوية قبل التعليمية فهو يؤثر بشكل مباشر على الطفل المتلقي .
- دور العبادة : يكمل دورها دور الأهلي الديني فنحن نصطحب أطفالنا لدور العبادة منذ الصغر ليتعلموا أصول دينهم .
- وهنا تنعكس شخصية وأراء وثقافة عالم الدين على الطفل في علمه أن الدين يدعو للأخلاق الفاضلة وحسن المعاملة والتسامح مع الأديان الأخرى .
- الأصدقاء :وهم عامل رئيسي وأساسي في حياة الطفل ومن منا لم يلاحظ كيف ينعكس تصرف الأصدقاء على أبناءنا .
- فكثيرا ما يلاحظ الأهل تغير في شخصية أطفالهم عند مصاحبتهم لطفل معين سلبا او ايجابا .
- فنجد بعض الأطفال أصبح أكثر عنادا أو غضبا ،أو من خلال ظهور مفردات وكلمات جديدة .
- ودور الأهل هنا مهم جدا في التعرف على أصدقاء أبنائهم ومساعدتهم على اختيار الصديق الجديد وملاحظة أي تغيير أو تطور في سلوك الطفل .
- الوضع الاقتصادي :عندما نتكلم عن الوضع الاقتصادي لا نكتفي بالدخل الشهري او السنوي للأسرة ومدى قدرته على تحقيق احتياجات الأسرة وتأمين حياة كريمة لأطفالهم من عناية صحية وغذاء وملبس وتعليم وغيرها من متطلبات الحياة في استقرار الأسرة ماليا يؤمن راحة وأمان للطفل .
- ولكن يجب أن نتطرق إلى الحالة الاقتصادية للدولة. الدولة المنتعشة اقتصاديا تؤمن الخدمات الأساسية للمواطن صحيا وخدميا وتعليميا.
- مما يؤدي إلى بعث الأمان والاستقرار النفسي لدى الناس ويساعدهم على تنشئة أطفال يتمتعون بصحة سلوكية ونفسية .
عوامل تربية الأطفال الداخلية
- الأمن :وهو عامل ضروري لتنشئة طفل بعيد عن الخوف والتشرد في الدول التي تعاني من حروب ولا يتوفر فيها الأمان.
- تجد أن الأطفال يعانون من العديد من الأمراض النفسية والسلوكية من خوف وعداء و رهاب للمجتمع والأفراد عدا عن التشرد والضياع .
- الوضع الصحي :عندما يتوفر وضع صحي جيد نؤمن وجود جيل يتمتع بصحة جسدية أفضل .
- وتنعكس على صحته النفسية فعندما تؤمن الدولة المشافي والعيادات واللقاحات وغيرها .
- مما يؤمن صحة المواطن يضمن الراحة والأمان للأسر المختلفة والذي ينعكس على الطفل.
- فعندما يشعر الأهل بالرضى والاستقرار ينعكس ذلك ايجابيا على أطفالهم .
- التكنولوجيا :وهي سلاح ذو حدين وقد ظهر أثرها واضحا في ظل الكورونا والحجر الصحي.
- حيث يلجأ العديد من الأباء الى ترك الأطفال لساعات طويلة ومستمرة خلال اليوم في اللعب على أجهزة المحمول والحاسب وغيرها .
- ومن الأجهزة المختلفة والتي تعود بشكل سلبي على أطفالهم.
- بينما استطاع البعض منهم من الاستفادة من هذه التكنولوجيا في تطوير مهارات الأطفال وتعليمهم عن بعد.
- العديد من الأطفال تعرضت لمشاكل نفسية وسلوكية وجسدية و صحية بسبب التكنولوجيا التي تشكل عامل رئيسي في التأثير على تربية الطفل .
- وهنا يظهر دور الأهل ومدى وعيهم لهذه المخاطر والتي قد تؤثر أيضا على صحة أبنائهم
- وبذلك نكون قد تطرقنا لمعظم العوامل التي قد تنعكس بشكل أو بآخر على صحة أطفالنا سلوكيا ونفسيا وجسديا وثقافيا .
- على أمل السعي لتنشئة جيل سليم.
اقرأ أيضا :تأثير سلوكيات الوالدين على الطفل
اقرأ أيضا :أهمية الخضروات لصحة طفلك