العائلة شجرة ثمارها الأطفال فإما أن تكون هذه الثمار ناضجة مفعمة بالحيوية، أو يصيبها التعفن وتموت تحت مسمى تشتت العائلة. لنتناول في هذا المقال قضة اجتماعية مهمة وسائدة في عصرنا هذا وهي تفكك الأسرة.
أسباب تفكك الأسرة
أن تكون الأسرة مفككة يؤدي إلى بنية نفسية ضعيفة لدى الأبناء وتأثير سلبي على شخصيتهم. ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الروابط الأسرية:
- البنية العاطفية الهشة للأبناء والسبب في ذلك عدم مراعاة الأبوين لمشاعرهم والبعد عنهم بالانشغال بأعمالهم الخاصة. حيث أن الطفل بحاجة لاحتضان ورعاية وبحاجة أن تجعله يشعر بقربك منه دومًا ومن غيرها يحدث تفكك في الأسرة.
- المشاكل المتتالية بين الأب والأم مما يولد تشتت داخلي في نفسية الأولاد بين دعم أمهم أو دعم أباهم. حيث أن الوقوف على حياد هو أمر مستحيل وبالتالي يحدث انهيار للأسرة.
- إن أهم أسباب تفكك الأسرة الطلاق حيث أن الطلاق يؤدي إلى ضياع الأولاد بين الأب والأم هذا يعني نمط حياة مختلف على الدوام مما يؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي والحياتي.
- انشغال أحد الزوجين بشكل كامل عن أسرته مما يزرع في نفس أولاده النقص العاطفي وفرط الحاجة إليه.
- تعنيف الطفل فيشعر بعدم رغبة والديه به ويبعد ثقته بهما تدريجيًا إلى أن يفقدها ويصبح شخص قاسٍ ذو تصرفات مؤذية.
آثار تفكك الأسرة على الأولاد
يؤثر تفكك الأسرة سلبًا بشكل كلّي على الأولاد حيث أنه يعزز النقص لديهم في مختلف النواحي ومن أهم آثار التفكك الأسري:
- الشعور بالخلل في نمط الحياة والبعد عن الأسرة مما يؤدي إلى تفضيل الطفل البقاء وحيدًا وإن تفاقمت الحالة واشتد تأثر الطفل بهذا الخلل سيصاب بمرض التوحد أو يعاني مشاكل نفسية أخرى.
- ضعف شخصية الفرد ليغمره الخوف والسلبية بشكل دائم ويصبح غير قادر على المواجهة بسبب معاناة أسرته من التفكك فلا يوجد من يرشده ويدعمه أو يحفزه.
- الاستغلال بأنواعه من قبل المجتمع سواء كان هذا الاستغلال مادي أو جنسي أو يدفع الطفل لارتكاب أفعال مخالفة للأخلاق وذلك بسبب عدم وجود رقابة من قبل الأهل ترشد الطفل على خطورة ما يتعرض له.
- التأثير بشكل رئيسي على التحصيل العلمي حيث أن الطفل يحتاج لمن يساعده في إنجاز مهامه الدراسية ويراقب وضعه التعليمي بدقة حتّى لا يهمله أما بوجود تفكك أسري في العائلة لن يكترث الطفل لتحصيله الدراسي لقلة وعيه وإدراكه.
علاج التفكك الأسري
يمكن حل مشكلة تشتت الأسرة قبل تفاقمها ومن أبرز الحلول التي نصح به أطباء علم النفس:
- توطيد العلاقات الأسرية بين الأبوين والأبناء.
- فتح جلسات حوار بين الأم وأولادها لتزيد ثقة أبناءها بها وبالتالي تتمكن من نصحهم وإرشادهم إلى الطريق السليم.
- احترام خصوصية الأولاد وعدم تعنيفهم والنقاش معهم لتوضيح أخطائهم وعدم اتباع أسلوب إجبارهم على أي شيء.
- أن يكون الأبوين على دراية ومعرفة كافية بأصدقاء أطفالهم والجلوس معهم للتأكد من سلامة تربيتهم وأخلاقهم وتحفيز الأولاد دومًا على اختيار أصدقاءهم بعناية.
- غرس روح العاطفة الأسرية لدى الأولاد وجعلهم يشعرون بأنهم أغلى ما تملك أسرتك مما يحفز تمسكهم الشديد بالعائلة.
- ضرورة توجيه الأطفال لاستخدام الأدوات التقنية بشكل صحيح يناسب فئتهم العمرية.
- مراقبة سلوك الأطفال بهدوء ودقة لإرشادهم على الطريق السليم في التربية.
وختامًا حافظوا على عائلاتكم واجعلوا ثمارها صالحة لتجنب مخاطر التفكك الأسري وبناء مجتمع صالح يقتدى به.
إقرأ أيضًا: أهم أسباب الطلاق